
أحمد محمد الدويره
وزارة لاتنفك عن إهانة منسوبيها
قال شوقي قديما
قُم للمعلمِ ووفّهِ التبجيلا,,,,كاد المعلمُ ان يكونَ رسولا
أعَلِمتَ أشرفَ أو أجل من الذي,,,,يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا
وقال العشماوي حديثا
إنا لنفرح حين يرحل شاعر متلبس بمجونه مرتاب
لكننا نبكي لفقد معلم هو في دجى الليل البهيم سراج
عرف الأولون والآخرون فضل المعلم وقدره حتى جملوا في ذلك قصائدهم. وهم في ذلك قد ألبسوه ثوب الهيبة والوقار والاحترام حتى بدا مزهوا به يجره خيلاء متفاخرا بذلك على أقرانه من أهل الوظائف الأخرى.
ويحق له ذلك, إذ ما من وظيفة إلا وتذعن للمعلم الذي رباها وعلمها, فالطبيب والمهندس والقاضي والطيار والباحث وغيرهم ينحنون هيبة وإجلالا للمعلم الذي رعاهم وهم يرقات حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من جاه وسلطان.
ولكن ومع مرور السنين بدأ هذا الثوب يتمزق و يُزرع أمامه الشوك ويُقذف في طريقه الحصى حتى أصبح بالكاد يستر المعلم أو قد لا يستره.
والمصيبة العظمى والداهية الكبرى أن الذي يزرع هذا الشوك ويقذف ذاك الحصى ليس عدو مبين بل هو أساس العلم ومحتواه وفحواه ألا هي وزارة التربية والتعليم.
أنا لا أنكر أبدا أن هناك من المعلمين والمعلمات من عرَى نفسه بفعله المشين وخلقه الذميم لكن أن يعمم هذا التعري على جميع المعلمين والمعلمات فهذا ما لا يرضاه مجتمع واع من دون المعلمين والمعلمات أنفسهم.
وزارة التربية والتعليم بدأت ,منذ عقد مضى, في إهانة المعلمين والمعلمات والإقلال من هيبتهم حتى أصبح المعلم لا يأبه به طالب فضلا عن ولي أمر. وهذه الإهانة باعتقادي تنطلق من أمرين اثنين.
أولها:الوقوف وقوفا مائلا مع الطالب واعتباره أهم من المعلم والذي هو في الحقيقة المنسوب الدائم لها. فما من قرار يصدر إلا وتراه ضد المعلم مراعيا في ذلك الطالب تمام المراعاة, أما المعلم فلم يخطر على بال الوزارة. ونتيجة لهذه القرارات المائلة, بدأ الطالب يتجرأ على المعلم شيئا فشيئا حتى انك لتعجب من بجاحة الطالب ومراددته وكأنه يرى المعلم اقل منه شأنا. أنا بهذا الأمر لا انسج من خيالي بل كلكم سمع أو رأى ما حصل العام الماضي من ضرب للمعلمين وإهانتهم في داخل المدرسة وخارجها ومن تهجم على سياراتهم وممتلكاتهم, بل والأسوأ من ذلك دخول أشخاص من خارج المدرسة وضرب المعلم داخل باحتها. وما حصل قبل عدة أيام من ضرب وكيل مدرسة ابتدائية أثناء الطابور الصباحي وطعنه بالسكاكين أمام طلابه المذهولين حتى سقط مغشيا عليه لهو خير دليل على استمرار هذه الإهانة.
أما الأمر الآخر والنوع الثاني من الإهانة, فهو تعيين المعلمين والمعلمات على مستويات اقل من حقهم الذي كفلته لهم الدولة ممثلة في وزارة الخدمة المدنية. فالنظام يكفل المستوى الخامس لمن لديه بكالوريوس تربوي والرابع لمن لديه بكالوريوس غير تربوي. لكن الوزارة, حرسها الله, عينت ,منذ عقد ولى, على المستوى الثالث والثاني بل وبالبند ومنها بند 105 سيء الذكر إذ لا علاوة ولا سنوات خدمة. وللمعلمات تجربة مريرة مع هذا البند فاقت الخمس سنين.
هذه الاستهانة بحقوق المعلمين والمعلمات واعتبارهم لا يستحقون حقهم المحفوظ لهم لهو اكبر دليل على تدني قدر المعلم عندها وصفِه في آخر اهتماماتها. وإلا قل لي بربك ما الذي يمنع من تعيين ضابط على وظيفة جندي! أو طبيب على وظيفة ممرض! او قاض على وظيفة كاتب!. إنه الاهتمام به بل والافتخار به في شتى المجالات.
الأمل كبير بعد الله في مليكنا المفدى ان يرجع للمعلمين حقوقهم كاملة وفي مشروعه الضخم" مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم"
وأخيرا, قُبلة ملؤها التقدير والإجلال على جبين كل معلم ومعلمة يعطي ما لديه كاملا ويأخذ حقه ناقصا.
ودمتم سالمين.
خاص بإخبارية حائل
أحمد محمد الدويره
مقال رائع للكاتب أحمد الدويره عن هموم المعلمين واشجانهم. للتعليق زوروا الرابط وشكرا
http://www.hailnews.net/hail/articles.php?action=show&id=673