Maroom

Maroom

كيف يتطور التعليم والمعلم والمعلمون مهمشوووووووون مقال روعة

مازن17الفهيد

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
الرياض – الوئام – ناصر المرشدي :
التعليم لدينا يعاني منذ زمن بعيد من صعوبات كبيرة ، ومشاكل لا حصر لها ، جعلته بلا فاعلية أو لنكن منصفين ونقول ، إنه يؤدي دوره بأقل درجات الفاعلية المطلوبة .
فأركان التعليم التي يقوم عليها من مناهج ومعلمين ومبانٍ ، تعاني قصوراً واضحاً في تأهليها وأدائها ، فكان النتاج الطبيعي مخرجات ضعيفة مشوهة ، تمثلت في أجيال لم تحظ من التعليم إلا بمعرفة القراءة والكتابة ، وحسب .
إلى وقتٍ قريبٍ ومسؤولي التعليم لدينا يكابرون ، بل ويغالطون الواقع ، ليقنعوا الرأي العام أن تعليمنا الأجود ، ومعلمينا الأفضل ، ومناهجنا الأمثل ، ومدارسنا الأحدث ... ، لكن لغة المكابرة هذه خفّت أو اختفت ، تحت ضغط ما من جهة أو جهات ما.. ، وكم كان جميلاً لو أن السبب اعتراف المسؤولين الذاتي بالقصور ، وعجزهم عن المعالجة والتصحيح !
فكانت المبادرة التاريخية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، باعتماد مبلغ تسعة مليارات ريال لتطوير التعليم العام ، عبر مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام (تطوير) .
وانطلق المشروع هذا العام بعد صدور المرسوم الملكي بإنشاء الشركة القائمة عليه ، وتم اختيار عدد خمسين مدرسة للبنين والبنات في كل المناطق التعليمية ، لتطبيق أولى التجارب التطويرية للمشروع العملاق .
لكن البدايات كانت دون الطموح ، والأخطاء وقعت من البداية ، فقد ارتكبت إدارة المشروع بعض الأخطاء ، التي كان يمكن تفاديها ، من أبرزها أن عدد المدارس المختارة لتطبيق المشروع لا يتوازى مع العدد الكبير للمدارس ، ولا يمثل إلا نسبة ضئيلة جداً من مدارس التعليم العام ، وهذا سيكون له انعكاسات سلبية ، حيث ستكون المعطيات التي ستبنى عليها كثير من التوجهات ، والقرارات بعيدة عن الواقع ، وبهذا تنتفي الشمولية في التجربة ، التي تعتبر بشكلها الحالي بمثابة بحث علمي ناقص ، لأنه لم يأخذ الحد الأدنى من عينة البحث ، التي تمثّل العينة الكلية .
ملاحظة أخرى سُجّلت على المشروع ، ألا وهي أن معظم القائمين عليه من القياديين ، هم من مسؤولي وزارة التربية والتعليم ، ولم تتم الاستعانة بخبرات أو كفاءات من خارج الوسط التربوي إلا على نطاق ضيق جداً ، وهنا يطرح سؤال كبير...إذا كان مسؤولي الوزارة المشاركين في المشروع لديهم القدرة والكفاءة ، ويملكون أدوات المبادرة من خلال مواقعهم القيادية في الوزارة ، فما الحاجة للمشروع إذاً ؟
لماذا لم يساهموا في التطوير من خلال مواقعهم القيادية في وزارة التربية والتعليم –وهذا صلب عملهم- ، أم أن الحافز المادي الذي يمنحه لهم المشروع والذي يصل إلى ضعف مرتباتهم ١٠٠ % ، هو ما سيجعلهم يبدعون في طرح أفكار تطويرية ؟!
وخلاف استئثار مسؤولي الوزارة بوظائف المشروع العليا والدنيا ، فإن مالدينا من تجارب إدارية وإبداعية ناجحة ورائدة على مستوى العالم ، من شركات حكومية ، وقطاع خاص ، كتجربة شركة أرامكو ، وشركة سابك ، والاتصالات السعودية ، والبنوك السعودية ، لم يتم الاستفادة منها ، أو الاستعانة بها كنماذج ناجحة ، ولم يتم إشراك عناصرها في صياغة المشروع ، وخطته الإستراتيجية ، فلم نر حتى الآن أي توجّه معلن من إدارة المشروع للاستفادة من هذه التجارب ، أو الاستعانة بكوادرها البشرية .
ومما سجل أيضاً على المشروع من سلبيات ، استبعاد المعلم وهو حجر الأساس في مشروع التطوير من نظام الحوافز والمكافآت المادية ، التي اقتصرت على قيادات المشروع .
فكيف تريد إدارة المشروع من المعلم أن يكون عنصراً فاعلاً في تطبيق التجارب والرؤى والأفكار التطويرية ، وهو يعمل في هذا الجو المحبط ، الذي يرى أنه يهمّش دوره ، ولا يقدّر قيمة مشاركته ، مما سيحد أو يلغي التفاعل المنتظر منه ، وهذا سيكون له تأثيره البالغ على المشروع ككل ، كون المعلم هو الأداة التنفيذية الأهم في المشروع برمته ؟!
من طرائف المشروع المضحكة والمحزنة في آن معاً ، أن يطبق في إحدى المدارس الثانوية بمنطقة تبوك ، التي لا تتوافر فيها أدنى مقومات المدرسة التقليدية ، حيث نشرت صحيفة الجزيرة صورة لطلاب مدرسة أبي موسى الأشعري الثانوية بمنطقة تبوك ، وهم يجلسون أرضاً بلا مقاعد ولا طاولات ، والطاولة والكرسي الوحيد بالفصل مخصصة للمعلم .
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تبرر إدارة المشروع خطأ اختيار هذه المدرسة ، ومن بين برامجها التطويرية (برنامج تحسين البيئة المدرسية) ؟!
أمعنوا النظر جيداً في الصورة المرفقة التي ربما تعطي مؤشراً دالاً على منهجية العمل في المشروع ، وأخطاء البداية الفادحة ، التي كان بالإمكان تفاديها ، وكأن لسان حالها يقول : هل هناك بيئة مدرسية أصلاً ، ليتم تحسينها ؟
إذا كانت هذه البدايات ، فكيف ستسير الأمور عندما يدخل المشروع في مراحله التنفيذية المعقدة ، ويطبق على نطاق أوسع ليشمل كل مدارس التعليم العام ، في مراحله النهائية ؟



صورة لطلاب مدرسة أبي موسى الأشعري الثانوية بمنطقة تبوك
 

خالد السلمي

عضو سابق في مجلس إدارة الموقع
عضو مميز
أخي مازن

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية على النقل الرائع
 
أعلى