بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أخواتي الكرام
أعضاء وزوار هذا الملتقى الجميل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل منا ينتظر اجتماع اللجنة الوزارية على أحر من الجمر ويرجو أن تكون نتائج ذلك الاجتماع غير مخيبة للآمال
ولقد رأيت أن استبق ذلك الاجتماع بتقديم نصيحة شرعية لمعالي الوزراء لعلها تحدث لهم ذكرى ـ إن كتب الله لها أن تبلغهم ـ
وقد يتعجب البعض ويقول : ومن أنت حتى توجه نصيحة لمعالي الوزراء ؟!!
فإني أجيب هذا المتسائل وأقول :أنا أعلم قدري جيدي وأعلم أن معالي الوزراء هم أعلى مني قدر وعلما
ولكن
هذا لا يمنعني من تقديم النصيحة لمعاليهم
ولا أظن أنه سيمنعهم من الاستماع لنصيحتي كوني أقل منهم سنا وعلما وقدرا
فسليمان عليه السلام استمع لكلام الهدهد
وموسى عليه السلام استمع لنصح الرجل المؤمن من آل فرعون قال تعالى ( وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ )القصص20
والدليل على أن موسى استجاب لنصح ذلك الرجل المؤمن قوله تعالى في الآية التي تليها ( َفخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) القصص21
ونصحي لهم هو من باب قوله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري و مسلم .
ولذلك فإني أجد أن نصحي لمعالي الوزراء أمر مشروع
و أود منهم حفظهم الله تعالى أن يتقبلوا هذه النصيحة عملا وتأسيا بسنة الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة والتسليم
وأقول لهم يامعالي الوزراء الكرام
ليكن لكم في هذا القصة الصحيحة التالية عبرة وآية
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم
فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعل الله يفرجها عنكم ...... الحديث)
فقام الأول
و دعا بماكان منه من بر لوالديه ففرج الله عنهم قليلا
وقام الثاني
ودعا الله بماكان منه من عفة و مخالفة للهوى ففرج الله عنهم قليلا
وقام الثالث وقال :
اللهم إنك تعلم أنه كان لي أُجراء -خُدَّام- قال: فحاسبتهم فأعطيتهم أجورهم إلا رجلاً واحداً منهم ذهب مغاضباً وترك أجرته،
فأخذت أجره فثمَّرته له وبعت واشتريت له، حتى أصبح له من المال والغنم والإبل والرقيق شيء كثير، ثم أتاني بعد سنين فقال لي: يا عبد الله! اتق الله وأعطني حقي الذي عندك،
قلت: خذ هذا المال فإنه مالك، قال: أتستهزئ بي؟ -مِن كثرة المال-
قلت: لا والله لا استهزئ بك، قال: فساقه فلم يترك منه شيئاً؛ اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون .
الشاهد وبيت القصيد من القصة السابقة هو موقف الرجل الثالث
ذلك الرجل الأمين الذي قل مانجد أمثاله في هذا الزمان
فهذا الرجل ضرب مثلا عظيما في شدة الأمانة لدرجة أنه لم يعط الأجير أجره القليل وهو (فرق أرز) كما جاء في رواية مسلم للحديث ـ والفرق هو مكيال يسع سبعة كيلو ونصف ـ
وإنما أعطاه كل الفوائد التي نتجت عن تلك الكمية القليلة من الأرز
وهذا شيء لايمكن أن يتصوره العقل البشري في زمننا هذا
لدرجة أن الرجل الأجير لم يصدق ذلك الخبر وقال لصاحب العمل :اتق الله ولا تستهزئ بي !
فسبحان الله ماهذه الأمانة
وإني هنا أقول لكم يامعالي الوزراء
إنكم تقفون نفس موقف الرجل صاحب العمل ونحن نقف نفس موقف الرجل الأجير
ونحن لا نطالبكم بما فعله الرجل صاحب العمل عندما أعطا الأجير أجره ومانتج عنه من فوائد وثمرات
وإنما نطالبكم بالأجر فقط
فهل تستجيبون ؟؟!!
إن استجبتم فابشروا بمثل الخير الذي حصل عليه ذلك الرجل صاحب العمل فقد استجاب الله دعائه وحقق له معجزة أنقذته من الموت داخل الغار هو وصاحبيه ببركة دعائهم بصالح أعمالهم
هذا ما أردت قوله لكم وأسأل الله أن أكون لكم ناصح أمين
وأعوذ بالله أن يكون نصحي لكم كنصح الشيطان لآدم وحواء عندما أشار عليهما بالأكل من الشجرة وأقسم لهما وقال إني لكما لمن الناصحين ..
قال تعالى عن ذلك ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) الأعراف21
أو كنصح إخوة يوسف ليوسف ...
قال تعالى عنهم ( قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ) يوسف11
هذا والله عليم بذات الصدور
===================
كتبه أخوكم / أبوعبدالله
صباح الخميس 20 ذوالحجة 1429هـ
إخواني أخواتي الكرام
أعضاء وزوار هذا الملتقى الجميل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل منا ينتظر اجتماع اللجنة الوزارية على أحر من الجمر ويرجو أن تكون نتائج ذلك الاجتماع غير مخيبة للآمال
ولقد رأيت أن استبق ذلك الاجتماع بتقديم نصيحة شرعية لمعالي الوزراء لعلها تحدث لهم ذكرى ـ إن كتب الله لها أن تبلغهم ـ
وقد يتعجب البعض ويقول : ومن أنت حتى توجه نصيحة لمعالي الوزراء ؟!!
فإني أجيب هذا المتسائل وأقول :أنا أعلم قدري جيدي وأعلم أن معالي الوزراء هم أعلى مني قدر وعلما
ولكن
هذا لا يمنعني من تقديم النصيحة لمعاليهم
ولا أظن أنه سيمنعهم من الاستماع لنصيحتي كوني أقل منهم سنا وعلما وقدرا
فسليمان عليه السلام استمع لكلام الهدهد
وموسى عليه السلام استمع لنصح الرجل المؤمن من آل فرعون قال تعالى ( وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ )القصص20
والدليل على أن موسى استجاب لنصح ذلك الرجل المؤمن قوله تعالى في الآية التي تليها ( َفخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) القصص21
ونصحي لهم هو من باب قوله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري و مسلم .
ولذلك فإني أجد أن نصحي لمعالي الوزراء أمر مشروع
و أود منهم حفظهم الله تعالى أن يتقبلوا هذه النصيحة عملا وتأسيا بسنة الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة والتسليم
وأقول لهم يامعالي الوزراء الكرام
ليكن لكم في هذا القصة الصحيحة التالية عبرة وآية
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم
فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعل الله يفرجها عنكم ...... الحديث)
فقام الأول
و دعا بماكان منه من بر لوالديه ففرج الله عنهم قليلا
وقام الثاني
ودعا الله بماكان منه من عفة و مخالفة للهوى ففرج الله عنهم قليلا
وقام الثالث وقال :
اللهم إنك تعلم أنه كان لي أُجراء -خُدَّام- قال: فحاسبتهم فأعطيتهم أجورهم إلا رجلاً واحداً منهم ذهب مغاضباً وترك أجرته،
فأخذت أجره فثمَّرته له وبعت واشتريت له، حتى أصبح له من المال والغنم والإبل والرقيق شيء كثير، ثم أتاني بعد سنين فقال لي: يا عبد الله! اتق الله وأعطني حقي الذي عندك،
قلت: خذ هذا المال فإنه مالك، قال: أتستهزئ بي؟ -مِن كثرة المال-
قلت: لا والله لا استهزئ بك، قال: فساقه فلم يترك منه شيئاً؛ اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون .
الشاهد وبيت القصيد من القصة السابقة هو موقف الرجل الثالث
ذلك الرجل الأمين الذي قل مانجد أمثاله في هذا الزمان
فهذا الرجل ضرب مثلا عظيما في شدة الأمانة لدرجة أنه لم يعط الأجير أجره القليل وهو (فرق أرز) كما جاء في رواية مسلم للحديث ـ والفرق هو مكيال يسع سبعة كيلو ونصف ـ
وإنما أعطاه كل الفوائد التي نتجت عن تلك الكمية القليلة من الأرز
وهذا شيء لايمكن أن يتصوره العقل البشري في زمننا هذا
لدرجة أن الرجل الأجير لم يصدق ذلك الخبر وقال لصاحب العمل :اتق الله ولا تستهزئ بي !
فسبحان الله ماهذه الأمانة
وإني هنا أقول لكم يامعالي الوزراء
إنكم تقفون نفس موقف الرجل صاحب العمل ونحن نقف نفس موقف الرجل الأجير
ونحن لا نطالبكم بما فعله الرجل صاحب العمل عندما أعطا الأجير أجره ومانتج عنه من فوائد وثمرات
وإنما نطالبكم بالأجر فقط
فهل تستجيبون ؟؟!!
إن استجبتم فابشروا بمثل الخير الذي حصل عليه ذلك الرجل صاحب العمل فقد استجاب الله دعائه وحقق له معجزة أنقذته من الموت داخل الغار هو وصاحبيه ببركة دعائهم بصالح أعمالهم
هذا ما أردت قوله لكم وأسأل الله أن أكون لكم ناصح أمين
وأعوذ بالله أن يكون نصحي لكم كنصح الشيطان لآدم وحواء عندما أشار عليهما بالأكل من الشجرة وأقسم لهما وقال إني لكما لمن الناصحين ..
قال تعالى عن ذلك ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) الأعراف21
أو كنصح إخوة يوسف ليوسف ...
قال تعالى عنهم ( قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ) يوسف11
هذا والله عليم بذات الصدور
===================
كتبه أخوكم / أبوعبدالله
صباح الخميس 20 ذوالحجة 1429هـ