[align=center]مزارع في مزرعة (قصة قصيرة)[/align]
يحكى أن رجلا كان يمتلك مزرعة كبيرة وكان ناتج هذه المزرعة كبير جدا ويغطي البلدة بأكملها ... وكان المزارعون الذين يعملون لديه مسرورين بعملهم لديه وفخورين به ، بل وكان يعطيهم كامل حقوقهم وزيادة فما كان من المزارعين إلا أن أخلصوا له وعملوا بجد واجتهاد في زراعة الأرض وتسميدها والعناية بها مما قد يضرها ، وكاونا يقطفون الثمر ويعرضونه بأحسن العروض وأشهاها ...
بعد فترة من الزمن توفي المزارع وخلفه ابنه وكان مغايرا لأبيه تماما ...
أراد ابن المزارع توسعة الأرض وزيادة الإنتاج والمحصول إلا أن الطمع تملكه وأخذ الجشع يلعب به فقرر أن يزيد في الأنتاج ولكن كانت لديه مشكلة وهي أن رواتب المزارعين ستكون مرتفعة جدا وإن أخبر من يعمل لديه أنه سينقص رواتبهم فستكون الطامة عليه وعلى مزرعته ، وإن قرر أن يعطي المزارعين الجدد راتبا أقل من القدامى فلن يقبل المزارعين الجدد بذلك ... ففكر في حيلة ...
كيف يمكنني أن أحصل على مزارعين يعملون بجد المزارعين القدامى وبراتب أقل ؟!
فخطرت له فكرة شيطانية فقرر أن يقوم بعرض مبلغ أقل للمزارعين الجدد ولكنه أقل بقليل ووعدهم في حال تحسن وضع المزرعة فإن رواتبهم ستكون كرواتب القدامى شريطة الانتظار ...
قبل البعض على مضض ولكن لعلمهم أن والد المزارع في السابق كان قد أعطى كل ذي حق حقه ...
وبعدها بفترة أصبح الراتب أقل لكل مزارع جديد ... حتى وصل إلى مبلغ زهيد لا يسد رمق العيش في ظل حياة البلدة ...
أصبح المزارعين الجدد يتذمرون ويتحدثون عن مأساتهم على خوف ووجل ... وكيف أن حقوقوهم سلبت وكذب عليهم ابن المزارع و.. و.. و ... إلخ
عندها علم ابن المزارع فأصدر أوامره بأن لا يقتصر دور المزارع على الزراعة فقط بل يجب عليه التنظيف والترتيب وغسل الصحون وتربية الماشية و...إلخ نكاية بمن تحدث أو فكر في الحديث ...
بل وتعدى به الأمر إلى سن قوانين تزيد من وضعهم السيء سوءا ...
بعدها توالت الصفعات تلو الصفعات من ابن المزارع ولم يكن يتلقفها إلا المزارعين المساكين القدامى منهم والجدد ...
ونسي أو تناسى هذا المسكين أن المزارعين بيدهم إتلاف المزرعة بكاملها فهو لوحدة لن يستطيع أن يعمل شيئا ...
قرر بعض المزارعين في نفسه أنه بدلا من أن يعمل النهار بطوله أن يعمل نصف النهار فقط بناء على ما يتقاضاه من ابن المزارع ...
وقرر البعض الآخر بدلا من أن يزرع ما يفيد الأرض وينفع الناس أن يزرع الشوك حتى يحصد صاحب المزرعة الشوك ...
وقرر البعض الآخر المواصلة في الزراعة وطلب العون من الله تعالى على ما هم عليه ...
إلا أن الوضع زاد في السوء يوما بعد يوم ... عندها انتفض مزارع من المزارعين الجدد وقرر أن لا يسكت عن حقه وعن الوعود التي قطعها ابن المزارع لهم فتكلم معه ...
إلا أنه قابله بالرفض ...
فقرر هو ومجموعة من الأبطال المزارعين أن يستمروا في العمل في المزرعة مع مطالبتهم لحقوقهم كي لا تفسد معيشة الناس أو يموتوا من الجوع أو يأتي من يسمم الأرض فتكون البلية على من لا ذنب لهم بسبب جشع ابن المزارع ...
كيف لا وأسعار المحاصيل سترتفع على أهل تلك البلدة في حال ترك المزارعون الأرض، أو أتى من غير بلادهم من يأكل خيراتهم ويستنزف مواردها دون عائد على أهل البلدة ...
بعد أن أعرض عنهم ابن المزارع قرروا الذهاب إلى قاضي البلد يطالبونه بأن يرفع عنهم الظلم ...
قبل القاضي على مضض ثم حدد موعدا لكي يجلس مع ابن المزارع ويرفع عن المزارعين المظلمة ...
إلا أن قاضي البلد لم يستطع أن يعمل شيئا بسبب تحايل ابن المزارع عليه ...
عندها قرر نخبة من المزارعين أن لا يقفوا عند هذا الحد فذهبوا إلى حاكم تلك البلدة والذي اشتهر بحبه لشعبه ورعايته لهم بل وملك قلوبهم وأسرها بحبه ...
دخلوا عليه وحدثوه بمظلمتهم فقرر أن ينتخب رجالا من أعيان القرية ينظرون في مظلمة هؤلاء ...
انتظر المزارعون قرار أعيان القرية وكلهم أمل في أن تسترد حقوقهم المسلوبة والتي استمروا لسنوات في العمل على وعود كاذبة من ابن المزارع ...
كان الكثير من المزارعين في هذه الفترة يحلمون كحلم أي بشر في أن يمتلك بيتا في حال قرر الأعيان رفع المظلمة عنهم ... والبعض كان يحلم بأن يتزوج وأن يدخل القفص الذهبي هو وعروسته ... والبعض الآخر كان يحلم في أن يستثمر ما سيأتيه ... والبعض الآخر وهو أكثرهم يحلم في أن يسدد ديونه التي تراكمت عليه بسبب ضعف راتبه في تلك الأعوام المنصرمه ...
كانت أحلاما جميلة إلا أنها كانت لا تعدو أن تكون أحلاما ...
انتظر المزارعون قرار الأعيان يوما بيوم وساعة بساعة ودقيقة بدقيقة وثانية بثانية ... ولكن نبا علم إلى المزارعين أن أعيان البلدة المكلفين قرروا أن يلزموا صاحب المزرعة بأن يقوم بتعديل رواتب المزارعين كما هو حال القدامى ... ولكن للأسف دون أن يقوم بتعويضهم عن المبالغ السابقة التي وعدهم إياها ... وتحججوا بأنه إن أعطاهم المبالغ السابقة فإن الباب لا يمكن إغلاقه وسيأتي بقية المزارعين في البلدان المجاورة للمطالبة بمبالغهم السابقة ...
عندها تساءل البعض !!! إذن هل كنت أعمل بالمجان في فترة من الفترات في تلك المزرعة ؟ أم أنني الآن سأخلص في عملي وتطييب الأرض لأخرج أحسن الثمر وقد جرحت جرحا عميقا ... أتذكر هذا الجرح مع كل ضربة أضربها الأرض ...
أتذكر ما سلب مني مع علمي أن حقوقي قد كذب علي ابن المزارع فيها عندما وعدني بتعويضي إياها في حال تحسنت أوضاع مزرعته ؟ فهل يا ترى ستثمر المزرعة مرة أخرى ؟ أترك الإجابة للمزارعين فهم أدرى بنهاية القصة ...
أهـ
يحكى أن رجلا كان يمتلك مزرعة كبيرة وكان ناتج هذه المزرعة كبير جدا ويغطي البلدة بأكملها ... وكان المزارعون الذين يعملون لديه مسرورين بعملهم لديه وفخورين به ، بل وكان يعطيهم كامل حقوقهم وزيادة فما كان من المزارعين إلا أن أخلصوا له وعملوا بجد واجتهاد في زراعة الأرض وتسميدها والعناية بها مما قد يضرها ، وكاونا يقطفون الثمر ويعرضونه بأحسن العروض وأشهاها ...
بعد فترة من الزمن توفي المزارع وخلفه ابنه وكان مغايرا لأبيه تماما ...
أراد ابن المزارع توسعة الأرض وزيادة الإنتاج والمحصول إلا أن الطمع تملكه وأخذ الجشع يلعب به فقرر أن يزيد في الأنتاج ولكن كانت لديه مشكلة وهي أن رواتب المزارعين ستكون مرتفعة جدا وإن أخبر من يعمل لديه أنه سينقص رواتبهم فستكون الطامة عليه وعلى مزرعته ، وإن قرر أن يعطي المزارعين الجدد راتبا أقل من القدامى فلن يقبل المزارعين الجدد بذلك ... ففكر في حيلة ...
كيف يمكنني أن أحصل على مزارعين يعملون بجد المزارعين القدامى وبراتب أقل ؟!
فخطرت له فكرة شيطانية فقرر أن يقوم بعرض مبلغ أقل للمزارعين الجدد ولكنه أقل بقليل ووعدهم في حال تحسن وضع المزرعة فإن رواتبهم ستكون كرواتب القدامى شريطة الانتظار ...
قبل البعض على مضض ولكن لعلمهم أن والد المزارع في السابق كان قد أعطى كل ذي حق حقه ...
وبعدها بفترة أصبح الراتب أقل لكل مزارع جديد ... حتى وصل إلى مبلغ زهيد لا يسد رمق العيش في ظل حياة البلدة ...
أصبح المزارعين الجدد يتذمرون ويتحدثون عن مأساتهم على خوف ووجل ... وكيف أن حقوقوهم سلبت وكذب عليهم ابن المزارع و.. و.. و ... إلخ
عندها علم ابن المزارع فأصدر أوامره بأن لا يقتصر دور المزارع على الزراعة فقط بل يجب عليه التنظيف والترتيب وغسل الصحون وتربية الماشية و...إلخ نكاية بمن تحدث أو فكر في الحديث ...
بل وتعدى به الأمر إلى سن قوانين تزيد من وضعهم السيء سوءا ...
بعدها توالت الصفعات تلو الصفعات من ابن المزارع ولم يكن يتلقفها إلا المزارعين المساكين القدامى منهم والجدد ...
ونسي أو تناسى هذا المسكين أن المزارعين بيدهم إتلاف المزرعة بكاملها فهو لوحدة لن يستطيع أن يعمل شيئا ...
قرر بعض المزارعين في نفسه أنه بدلا من أن يعمل النهار بطوله أن يعمل نصف النهار فقط بناء على ما يتقاضاه من ابن المزارع ...
وقرر البعض الآخر بدلا من أن يزرع ما يفيد الأرض وينفع الناس أن يزرع الشوك حتى يحصد صاحب المزرعة الشوك ...
وقرر البعض الآخر المواصلة في الزراعة وطلب العون من الله تعالى على ما هم عليه ...
إلا أن الوضع زاد في السوء يوما بعد يوم ... عندها انتفض مزارع من المزارعين الجدد وقرر أن لا يسكت عن حقه وعن الوعود التي قطعها ابن المزارع لهم فتكلم معه ...
إلا أنه قابله بالرفض ...
فقرر هو ومجموعة من الأبطال المزارعين أن يستمروا في العمل في المزرعة مع مطالبتهم لحقوقهم كي لا تفسد معيشة الناس أو يموتوا من الجوع أو يأتي من يسمم الأرض فتكون البلية على من لا ذنب لهم بسبب جشع ابن المزارع ...
كيف لا وأسعار المحاصيل سترتفع على أهل تلك البلدة في حال ترك المزارعون الأرض، أو أتى من غير بلادهم من يأكل خيراتهم ويستنزف مواردها دون عائد على أهل البلدة ...
بعد أن أعرض عنهم ابن المزارع قرروا الذهاب إلى قاضي البلد يطالبونه بأن يرفع عنهم الظلم ...
قبل القاضي على مضض ثم حدد موعدا لكي يجلس مع ابن المزارع ويرفع عن المزارعين المظلمة ...
إلا أن قاضي البلد لم يستطع أن يعمل شيئا بسبب تحايل ابن المزارع عليه ...
عندها قرر نخبة من المزارعين أن لا يقفوا عند هذا الحد فذهبوا إلى حاكم تلك البلدة والذي اشتهر بحبه لشعبه ورعايته لهم بل وملك قلوبهم وأسرها بحبه ...
دخلوا عليه وحدثوه بمظلمتهم فقرر أن ينتخب رجالا من أعيان القرية ينظرون في مظلمة هؤلاء ...
انتظر المزارعون قرار أعيان القرية وكلهم أمل في أن تسترد حقوقهم المسلوبة والتي استمروا لسنوات في العمل على وعود كاذبة من ابن المزارع ...
كان الكثير من المزارعين في هذه الفترة يحلمون كحلم أي بشر في أن يمتلك بيتا في حال قرر الأعيان رفع المظلمة عنهم ... والبعض كان يحلم بأن يتزوج وأن يدخل القفص الذهبي هو وعروسته ... والبعض الآخر كان يحلم في أن يستثمر ما سيأتيه ... والبعض الآخر وهو أكثرهم يحلم في أن يسدد ديونه التي تراكمت عليه بسبب ضعف راتبه في تلك الأعوام المنصرمه ...
كانت أحلاما جميلة إلا أنها كانت لا تعدو أن تكون أحلاما ...
انتظر المزارعون قرار الأعيان يوما بيوم وساعة بساعة ودقيقة بدقيقة وثانية بثانية ... ولكن نبا علم إلى المزارعين أن أعيان البلدة المكلفين قرروا أن يلزموا صاحب المزرعة بأن يقوم بتعديل رواتب المزارعين كما هو حال القدامى ... ولكن للأسف دون أن يقوم بتعويضهم عن المبالغ السابقة التي وعدهم إياها ... وتحججوا بأنه إن أعطاهم المبالغ السابقة فإن الباب لا يمكن إغلاقه وسيأتي بقية المزارعين في البلدان المجاورة للمطالبة بمبالغهم السابقة ...
عندها تساءل البعض !!! إذن هل كنت أعمل بالمجان في فترة من الفترات في تلك المزرعة ؟ أم أنني الآن سأخلص في عملي وتطييب الأرض لأخرج أحسن الثمر وقد جرحت جرحا عميقا ... أتذكر هذا الجرح مع كل ضربة أضربها الأرض ...
أتذكر ما سلب مني مع علمي أن حقوقي قد كذب علي ابن المزارع فيها عندما وعدني بتعويضي إياها في حال تحسنت أوضاع مزرعته ؟ فهل يا ترى ستثمر المزرعة مرة أخرى ؟ أترك الإجابة للمزارعين فهم أدرى بنهاية القصة ...
أهـ