احترقت مدرسة .. وماذا بعد ؟!
محمد الرطيان
--------
احترقت مدرسة خاصة في مكان ما في هذا العالم .
ما الذي حدث ؟
- امتدت نارها إلى كافة الجهات ، وتحوّل الخبر إلى قضية رأي عام شعبي .
- قُدم مالك المدرسة للمحاكمة .
- قدّم مسؤول التعليم استقالته .
- تم دفع آلاف الدولارات تعويضات لأهالي الضحايا ، مصحوبة بعشرات الخطابات المتأسفة والمعتذرة لما حدث والتي تعد بمحاسبة كل من له علاقة بهذه الكارثة ، ومعالجة كافة الأسباب التي أدت لهذا الأمر .
(2)
احترقت مدرسة خاصة في مكان ما في هذا العالم .
ما الذي حدث ؟
لم ينقل التلفزيون الرسمي الخبر .. كان مشغولاً ببرنامج « طبخة اليوم « ..
وإعلان : ( إنتا مو إنتا وإنتا جيعان ) .
سيُمنح مالك المدرسة تصريح جديد لافتتاح مدرسة خاصة جديدة .
لم يعتذر مسؤول، ولم يقدم أي أحد استقالته .
أحد الكُتاب سيقول : لا تكبرون الموضوع !
أحد المشايخ سيقول : قضاء وقدر !
أحد رجال الأعمال سيستغل الوضع : محتاجين زيادة الدعم « عشان الطفايات « !!
أحد أولياء الأمور سيقول ... لا ، لم ولن يقول أي شيء .. كان يبكي على الرصيف .
(3)
احترقت مدرسة في مكان ما ..
كم من الأشياء التي احترقت قبلها ؟
غابت أدوات الأمن والسلامة ..
كم من الأشياء التي غابت قبل أن تغيب « طفاية الحريق « ؟
لا بد من معالجة الخلل .. أي خلل تقصد ؟ .. فكل خلل كبير هو ابن خلل أكبر ..
وكم ( لا بد ) نحتاج لكي تبدأ المعالجة ؟!
سوف ... سوف ماذا؟ .. وكم ( سوف ) قيلت قبل هذه الـ ( سوف ) الأخيرة ؟!
احترقت مُعلمة .. لا ورب الكعبة .. بل : احترق التعليم .
(4)
احترقت مدرسة في مكان ما ..
احترق قلب في صدر ما ..
احترقت النزاهة ، والقانون ، في مكان ما ..
فإذا لم تنتهِ حتى الآن محاكمات الفاسدين الذين يقفون وراء غرق جدة ووفاة العشرات فيها ..فهل نتوقع الانتهاء من سلامة المدارس قريبا ؟!
===================
لا بد من قرارات حازمة
صالح الشيحي
---------
وقعت حادثة حريق مدرسة البنات بجدة، وأخشى أن يطويها النسيان، ففي كل مرة وفي كل مكان.. نتحرك ونبحث عن السبب ونضع آليات عاجلة للمعالجة.. لكن للأسف لا يحدث ذلك إلا بعد وقوع الفاجعة، بعدما تنزف الدماء ويموت من يموت، أي أن العلاج بحاجة لضحايا حتى نحصل عليه.
كثير من المصائب بإمكاننا تلافي وقوعها ـ بأمر الله ـ لو اتخذنا التدابير الوقائية، لكننا لا نفعل قبل أن يقبض ملك الموت الثمن.
النقطة الأولى: آمنا بالله وآمنا بالقضاء والقدر، لكن كيف تبقى هذه المدرسة بعيدة عن الرقابة حتى لحظة وقوع الحادثة.. كيف استطاع مالك المدرسة أن يتجاهل كل اشتراطات السلامة؟
النقطة الثانية: ألم يكن بوسع وزارة التربية أن تكتشف الخطأ قبل وقوع الكارثة؟ كيف سمحت بتكديس كل هذا العدد الهائل من الأنفس البشرية؟ لماذا لم تكتشف هذه الأخطاء إلا بعد وقوع الحادثة؟
النقطة الثالثة: كان أشد المناظر العالقة في الذاكرة، إيلاما، قفز الطالبات من الأدوار العليا نحو الأرض.. طفلات حاصرتهن النيران فلم يجدن بدا من القفز بحثا عن الحياة والنجاة.. السؤال المنطقي: أليس هذا من أدوار الدفاع المدني؟ أليس الدفاع المدني هو الجهاز الوحيد القادر على إخلاء المباني من ساكنيها حينما تحترق؟ وقبل ذلك كله ألم يكن باستطاعة الدفاع المدني اكتشاف أن المدرسة لا يتوفر لها أصلاً سوى مخرج طوارئ لا يعمل؟!
أشياء ونقاط كثيرة كان باستطاعتنا طرحها واكتشافها قبل وقوع الحادثة المروعة، لكننا لا نتحرك إلا بعد وقوع الفأس في الرأس.. ولذلك لا بد صراحة من إجراءات حقيقية تكفل عدم تكرار هذه المآسي. الناس فقدت الثقة تماماً بأسطوانة اللجان ومحاضر التحقيقات لا بد من قرارات حازمة تشعر الناس بأن أمن أطفالهم لا مساومة فيه.
غدا لنا وقفة أخرى مع مصيبة أخرى.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
محمد الرطيان
--------
احترقت مدرسة خاصة في مكان ما في هذا العالم .
ما الذي حدث ؟
- امتدت نارها إلى كافة الجهات ، وتحوّل الخبر إلى قضية رأي عام شعبي .
- قُدم مالك المدرسة للمحاكمة .
- قدّم مسؤول التعليم استقالته .
- تم دفع آلاف الدولارات تعويضات لأهالي الضحايا ، مصحوبة بعشرات الخطابات المتأسفة والمعتذرة لما حدث والتي تعد بمحاسبة كل من له علاقة بهذه الكارثة ، ومعالجة كافة الأسباب التي أدت لهذا الأمر .
(2)
احترقت مدرسة خاصة في مكان ما في هذا العالم .
ما الذي حدث ؟
لم ينقل التلفزيون الرسمي الخبر .. كان مشغولاً ببرنامج « طبخة اليوم « ..
وإعلان : ( إنتا مو إنتا وإنتا جيعان ) .
سيُمنح مالك المدرسة تصريح جديد لافتتاح مدرسة خاصة جديدة .
لم يعتذر مسؤول، ولم يقدم أي أحد استقالته .
أحد الكُتاب سيقول : لا تكبرون الموضوع !
أحد المشايخ سيقول : قضاء وقدر !
أحد رجال الأعمال سيستغل الوضع : محتاجين زيادة الدعم « عشان الطفايات « !!
أحد أولياء الأمور سيقول ... لا ، لم ولن يقول أي شيء .. كان يبكي على الرصيف .
(3)
احترقت مدرسة في مكان ما ..
كم من الأشياء التي احترقت قبلها ؟
غابت أدوات الأمن والسلامة ..
كم من الأشياء التي غابت قبل أن تغيب « طفاية الحريق « ؟
لا بد من معالجة الخلل .. أي خلل تقصد ؟ .. فكل خلل كبير هو ابن خلل أكبر ..
وكم ( لا بد ) نحتاج لكي تبدأ المعالجة ؟!
سوف ... سوف ماذا؟ .. وكم ( سوف ) قيلت قبل هذه الـ ( سوف ) الأخيرة ؟!
احترقت مُعلمة .. لا ورب الكعبة .. بل : احترق التعليم .
(4)
احترقت مدرسة في مكان ما ..
احترق قلب في صدر ما ..
احترقت النزاهة ، والقانون ، في مكان ما ..
فإذا لم تنتهِ حتى الآن محاكمات الفاسدين الذين يقفون وراء غرق جدة ووفاة العشرات فيها ..فهل نتوقع الانتهاء من سلامة المدارس قريبا ؟!
===================
لا بد من قرارات حازمة
صالح الشيحي
---------
وقعت حادثة حريق مدرسة البنات بجدة، وأخشى أن يطويها النسيان، ففي كل مرة وفي كل مكان.. نتحرك ونبحث عن السبب ونضع آليات عاجلة للمعالجة.. لكن للأسف لا يحدث ذلك إلا بعد وقوع الفاجعة، بعدما تنزف الدماء ويموت من يموت، أي أن العلاج بحاجة لضحايا حتى نحصل عليه.
كثير من المصائب بإمكاننا تلافي وقوعها ـ بأمر الله ـ لو اتخذنا التدابير الوقائية، لكننا لا نفعل قبل أن يقبض ملك الموت الثمن.
النقطة الأولى: آمنا بالله وآمنا بالقضاء والقدر، لكن كيف تبقى هذه المدرسة بعيدة عن الرقابة حتى لحظة وقوع الحادثة.. كيف استطاع مالك المدرسة أن يتجاهل كل اشتراطات السلامة؟
النقطة الثانية: ألم يكن بوسع وزارة التربية أن تكتشف الخطأ قبل وقوع الكارثة؟ كيف سمحت بتكديس كل هذا العدد الهائل من الأنفس البشرية؟ لماذا لم تكتشف هذه الأخطاء إلا بعد وقوع الحادثة؟
النقطة الثالثة: كان أشد المناظر العالقة في الذاكرة، إيلاما، قفز الطالبات من الأدوار العليا نحو الأرض.. طفلات حاصرتهن النيران فلم يجدن بدا من القفز بحثا عن الحياة والنجاة.. السؤال المنطقي: أليس هذا من أدوار الدفاع المدني؟ أليس الدفاع المدني هو الجهاز الوحيد القادر على إخلاء المباني من ساكنيها حينما تحترق؟ وقبل ذلك كله ألم يكن باستطاعة الدفاع المدني اكتشاف أن المدرسة لا يتوفر لها أصلاً سوى مخرج طوارئ لا يعمل؟!
أشياء ونقاط كثيرة كان باستطاعتنا طرحها واكتشافها قبل وقوع الحادثة المروعة، لكننا لا نتحرك إلا بعد وقوع الفأس في الرأس.. ولذلك لا بد صراحة من إجراءات حقيقية تكفل عدم تكرار هذه المآسي. الناس فقدت الثقة تماماً بأسطوانة اللجان ومحاضر التحقيقات لا بد من قرارات حازمة تشعر الناس بأن أمن أطفالهم لا مساومة فيه.
غدا لنا وقفة أخرى مع مصيبة أخرى.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.