بسم الله الرحمن الرحيم
طالعت كما طالع الكثير منكم الأخبار التي تتطاير هنا وهناك حول ما وصلت إليه الوضع من تأزم بين المعلمين من جهة وبين الوزاراة المعنية بمعضلة الحقوق ( المستوى والدرجة والفروقات ) والحق أقول أنه قد نشأت لدي مناعة طبيعية ضد أي أخبار مغلوطة أو مثيرة دون أن تستتند إلا على ( مصدر مسؤول - فضل عدم ذكر أسمه - أو مصادر مطلعة )
وانتهيت إلى حقيقة مفادها أن أي خبر لا يستند إلى مصدر رسمي صريح هو مجرد لعب بمشاعر المعلمين ..... لا أكثر .
الفروقات -
دائما ما أرى إصرارا شديدا على عدم صرف الفروقات للمعلمين بأثر رجعي ولعلي لا آتي بجديد إن قلت أن كل من عارض هذا الأمر اعتمد في معارضته على عذر سخيف رهيف لا مبرر له
فمن معتقد أن هذه الفروقات سوف تهز ميزانية وزارة التربية إلى من يرى أن في صرفها فتح لباب أغلق طويلا وهو المطالبة من القطاعات الأخرى .
وسأعود لأهلهل تلك الأعذار الواهية التي هي مهلهلة في الأصل ....
ولكني هنا أشير إلى نقطة هامة جدا .
أن لا أحد ممن عارض صرف تلك الفروقات عارضها لأنها غير نظامية بل إن الكل انتقل من مناقشة مدى نظاميتها إلى مناقشة أسباب ومبررات لعدم صرفها .
وهذا يثبت حقيقة هااااامة جداااا واضحة لنا ولكنها خافية على الغير
أن الفروقات حق شرعي لنا ومن المفترض عدم منازعتنا هذا الحق .
أعود إلى المبررات السخيفة
المبرر الأول / أن هذه المبالغ سوف تؤثر على ميزانية الوزارة
والمتتبع لمجريات الأمور يعلم تماما أن أمر إحداث أكثر من 200 ألف وظيفة تعليمية على المستويات التعليمية لمستحقة هو قرار صدر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله
وقد صدر بعد صدور الميزانية واعتماد مخصصاتها واوجه صرفها ....
لذلك ومن المنطقي أن هذا الإحداث والتسوية لأوضاع المعلمين لا تتحمل وزارة التربية أي من بنوده وينبغي على وزارة المالية صرف المقرر له دون ربطه بالميزانية المقررة سلفا لوزارة التربية أبدا ...
المبرر الثاني / أن هذه الفروقات سوف تفتح الباب لموظفي القطاعات الأخرى
وسأسأل سؤالا واحدا .
هل يتم الإحجام عن إنصاف المظلوم وعدم إعطائه حقه لأن هناك مظلوما آخرا سوف يطالب هو الآخر بحقه ....
أي شريعة هذه وأي قانون يرضى هذا المبدأ ...
يجب عليكم أن تظلوا مظلومين جميعا ولن ننصف أحدا ...
وكأن لسان الحال يقول / أيها المعلمون رحم الله والديكم اقنعوا بما عندكم ولن نعطيكم حقكم كيلا يطالب الآخرون بحقوقهم
فلماذا إذن نحن معلمين / ألسنا قدوة للمجتمع
أليس من الواجب علينا رفض الظلم وطلب العدل ...
أليس من الواجب علينا ونحن نرعى مستقبل الوطن تربية وتعليما أن نكون مثالا لهم على إحقاق الحق ورفض الظلم بكافة أشكاله ....
أخيرا .......
لقد وصلت إلى حقيقة مفادها أن المعلمين ومن خلال توحيد مواقفهم واجتماعهم على كلمة واحدة قد أصبحوا وبلا شك قوة لا يستهان بها ومصدر ضغط إعلامي واجتماعي ومثالا على اتحاد الكلمة وتوحد الصفوف
هناك الكثير من الموظفين ينظرون إلينا كقدوة وينتظرون ما ستؤول إليه الأمور بيننا وبين وزارة التربية من أجل أن يتحركوا هم مطالبين بحقوقهم وعندها شاء المجتمع أم أبى سيعترف الكل بفضل المعلمين عليهم وبأنهم أول من حمل مشاعل النور من أجل تبديد ظلمة الجهل الإداري والظلم الوظيفي ....
تحياتي