السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنة التقديم
من لا يعرف هذا المصطلح من المعلمين والمعلمات وخاصة طالبي النقل الخارجي من عام ١٤٣٠ وما بعد.
الحديث عن هذا البند يطول؛
والكلام عنه يصل في أحيان كثيرة إلى حد الخصام والجدال.
فما بين مؤيد يرى فيه عدالة تسهم في تحقيق الاستقرار لطالبي النقل وحماية لهم من تنقلات آخرين حسب تغير ظروفهم وأهواءهم؛
يراه آخرون عائقا يحيل بين سرعة نقلهم وفق ما تمليه عليهم ظروفهم وحاجاتهم.
سأتحدث هنا عن تجربتي مع هذا البند منذ أول يوم أقر فيه ومراحله التي مر بها.
فمنذ إقراره كان هناك توجس وتخوف من هذا العنصر الجديد غير المضمونة نتائجه وعارضه الكثير خوفا من ذلك.
لماذا سنة التقديم؟
كانت معاناة المعلمين والمعلمات مع النقل الخارجي يزداد ألمها كل عام،
كانت حركة النقل تهدف لتحقيق الاستقرار للمعلم والمعلمة الذين تم تعيينهم بعيدا عن مدنهم، إلا أن ثمة معلمين كانوا ينقلون سنويا لغير هدف الاستقرار، منهم من ينتقل لمناطق حدودية لدراسة في جامعات الدول المجاورة، وأخرون ينتقلون لمدن أخرى بغية إكمال الدراسات العليا في احد جامعاتها، فلم تكن الجامعات منتشرة بوضعها الحالي.
كما أن هناك من ينتقل للمدينة المنورة ومكة المكرمة لعدد من السنوات كتغيير لنمط الحياة والقرب من المشاعر المقدسة،
بالإضافة لأسباب أخرى كثيرة.
كانت تلك التنقلات تعيق استقرار معلمين ومعلمات معينون بعيدا عن مدنهم وأهاليهم لسنوات بسبب آلية النقل التي تعطي للأقدم في تاريخ المباشرة أولويته المطلقة في النقل على حساب مستحقيه.
ولمعالجة هذا الخلل وهذه الفوضى، ولمنح طالبي الاستقرار أحقيتهم بالنقل أقرت وزارة التعليم بند سنة التقديم للمعلمات عام 1428
وبعد سنتين من ذلك تم تطبيقه على المعلمين ووضعت آلية موحدة لنقل المعلمين والمعلمات.
قبول الضيف الجديد.
مر عامه الأول على المعلمين (١٤٣٠-١٤٣١) وقد كان محصورا فقدانه على الرغبة الأولى فقط؛ فلم يكن ذلك كافيا لإعطاء نتيجة عن آثاره؛
ولم يسهم في تغير القناعات عنه سواء الرافضة أو المؤيدة.
شخصيا كنت ممن توجس من هذا البند خيفة؛
ولكن تطبيقه الكامل في حركة العام التالي (١٤٣١-١٤٣٢) أعطت إنطباعا أن لإيجابياته ما يبرر الصبر عليه مع بقاء التخوف.
حيث سمح في حركة ذلك العام تعديل جميع الرغبات او استبدالها ماعدا الرغبة الأولى. كان ذك فرصة جيدة لمن لم يستوعب عمل هذا البند ولم يحسن اختيار رغباته قبل تثبيتها للسنوات القادمة.
وفي حركة العام الثالث له (١٤٣٢-١٤٣٣) اتضحت الرؤية عنه أكثر وبدأت إيجابياته على الأرقام والترتيب والمحافظة عليها تطغى وتزيد رغم ما لازمه من سلبية الحرمان من التعديل والإضافة على الرغبات.
وقتها تقبل الكثير هذا البند وآمنوا بإيجابياته وبدأت تخف موجة معارضته وانحصرت المعارضة في من تأخر في الإلتحاق بالحركة في العامين الماضيين.
تم في حركة ذلك العام نقل ٢٨٥٠٠ معلمة على رغباتهن الأولى المسجلة بالنظام ( + 7280 معلمة تعهد في الحركة الإلحاقية) كما تم نقل 26507 معلم على رغبات متفاوتة.
في ذلك العام تم رسميا ضم معلمي الدفاع إلى وزارة التربية التعليم بدون أن تسهم وزارتهم السابقة في حل مشكلتهم مع النقل الخارجي كما أوصت بذلك اللجنة المشكلة بين الوزارتين.
وسمح لهم بدخول حركة النقل الخارجي بسنة تقديم نفس حركة ذلك العام (1433)
وقد أسهم ذلك في تشكل معارضة أقوى حاولت الضغط على مسئولي الحركة مما دعاهم لوضع تصويت في التكامل لبحث مصير سنة التقديم؛
ولكن هذا الاستفتاء لم يكن وفق إجراءات تحمي حق طالبي النقل فشارك فيه كل معلم ومعلمة وفق السجلات المدنية فقط لأول مرة؛
وبعد شكوى من معلمين ومعلمات من استغلال بياناتهم والتصويت عنهم تم إضافة رقم الجوال للدخول للتصويت.
إلا أن النتيجة النهائية للتصويت بعد فرز المصوتين والاعتماد على المتقدمين لحركة النقل فقط كانت لصالح بقاءها وعدم إلغاءها؛
وحتى يرفع الحرج ومراعاة لخدمة الكثير فقد قرر وزير التعليم آنذاك إستثناء من بلغت خدمته ٢٠ سنة من سنة التقديم؛.
صدرت حركة عام ١٤٣٣-١٤٣٤ وتم فيها نقل من تبقى من معلمات التعهد على الرغبة الأولى وفق سنة التقديم المسجلة لهن
(1432)
كما تم نقل من استثنوا من سنة التقديم ممن بلغت خدمتهم ٢٠ سنة وبعضا ممن بلغت خدمتهم ١٥سنة وقد صاحب إصدار هذه الحركة أخطاء تقنية أسهمت بإلغاء نقل أكثر من ١٧٠٠ معلمة بعد أقل من ٢٤ ساعة من نقلهن مما شكل صدمة للكثير منهن.
استمر معارضي سنة التقديم في محاولتهم إسقاط هذا البند من المفاضلة: إلا أن رفض مسئولي الحركة أبقاه عنصرا أساسيا؛
و صدرت حركة النقل الخارجي لعام ١٤٣٤-١٤٣٥ ضعيفة جدا بسبب نتائج الحركتين السابقتين.
ولم تحمل حركة ١٤٣٥-١٤٣٦ أي جديدا سوى محاولات مستمرة من معارضي سنة التقديم لإلغائه وباءت كل المحاولات بالفشل رغم ما صاحبها من ضغط إعلامي عبر بعض الصحف والمواقع الاخبارية.
لماذا عارضوه ؟؟
بقراءة مبررات معارضي سنة التقديم والمطالبين بإلغائها يمكن حصر أسبابهم في :
1- المعلمون القدامى الذين لم يتقدموا لحركة النقل الخارجي إلا بعد إقرار بند سنة التقديم.
هذه الفئة راعت الوزارة لاحقا أمرهم وأقرت استثناء لمن بلغت خدمته 20 عاما من المفاضلة بسنة التقديم
2-من فقد سنة التقديم بسبب نقله على رغبته الأولى سابقا.
وهذه الفئة قد أخذت حقها من النقل والاستقرار ويجب أن تتاح الفرصة لمن لم يتحقق له ذلك.
3- من فقد سنة التقديم بسبب الإضافة والتعديل على الرغبات.
نعلم ونؤمن بأن من سلبيات سنة التقديم عدم القدرة على الإضافة والتعديل على الرغبات.
وطالبنا مرارا بتمكين التعديل والإضافة على الرغبات دون فقدانها وهو السبب الأكثر منطقية في مبررات معارضيه وهو مصدر التخوف منه وقت إقراره. لم تكن الوزارة بحاجة لتجميد رغبات المتقدم للحركة لعدة سنوات.
طالبنا بحصر فقدان سنة التقديم على الرغبة الأولى فقط والسماح بالإضافة والتعديل على باقي الرغبات لكن كان رد بعض المسئولين أن ذلك يؤثر على أرقام الآخرين ولا يحقق العدالة.
4- معلمي وزارة الدفاع الذين تم ضمهم لوزارة التعليم عام 1433
طالبت وزارة التعليم إدارة الثقافة والتعليم بوزارة الدفاع بنقل جميع معلميها على رغباتهم قبل ضمهم للتعليم لوجود آلية معينة للنقل الخارجي تلتزم بها وزارة التعليم، وأصدرت إدارة الثقافة والعليم حركة نقل خاصة بهم لم يتقدى لها سوى 306 معلمين تحقق النقل لـ 106 منهم
وسعت وزار التعليم لحفظ حقوق معلميها الذين لهم طلبات نقل سابقة بالإبقاء على سنة التديم فلا يمكن تحميلهم مسئولية خطأ جهات أخرى.
5- من لم يتقدم لحركة النقل الخارجي لكن يفكر مستقبلا بالتقدم لها إذا دعته الظروف لذلك.
وطالما ظروفه في علم الغيب، فإن الأولى بالنقل هو من يعيش الظروف واقعا تمنعه من الاستقرار.
(للقصة بقية)
سنة التقديم
من لا يعرف هذا المصطلح من المعلمين والمعلمات وخاصة طالبي النقل الخارجي من عام ١٤٣٠ وما بعد.
الحديث عن هذا البند يطول؛
والكلام عنه يصل في أحيان كثيرة إلى حد الخصام والجدال.
فما بين مؤيد يرى فيه عدالة تسهم في تحقيق الاستقرار لطالبي النقل وحماية لهم من تنقلات آخرين حسب تغير ظروفهم وأهواءهم؛
يراه آخرون عائقا يحيل بين سرعة نقلهم وفق ما تمليه عليهم ظروفهم وحاجاتهم.
سأتحدث هنا عن تجربتي مع هذا البند منذ أول يوم أقر فيه ومراحله التي مر بها.
فمنذ إقراره كان هناك توجس وتخوف من هذا العنصر الجديد غير المضمونة نتائجه وعارضه الكثير خوفا من ذلك.
لماذا سنة التقديم؟
كانت معاناة المعلمين والمعلمات مع النقل الخارجي يزداد ألمها كل عام،
كانت حركة النقل تهدف لتحقيق الاستقرار للمعلم والمعلمة الذين تم تعيينهم بعيدا عن مدنهم، إلا أن ثمة معلمين كانوا ينقلون سنويا لغير هدف الاستقرار، منهم من ينتقل لمناطق حدودية لدراسة في جامعات الدول المجاورة، وأخرون ينتقلون لمدن أخرى بغية إكمال الدراسات العليا في احد جامعاتها، فلم تكن الجامعات منتشرة بوضعها الحالي.
كما أن هناك من ينتقل للمدينة المنورة ومكة المكرمة لعدد من السنوات كتغيير لنمط الحياة والقرب من المشاعر المقدسة،
بالإضافة لأسباب أخرى كثيرة.
كانت تلك التنقلات تعيق استقرار معلمين ومعلمات معينون بعيدا عن مدنهم وأهاليهم لسنوات بسبب آلية النقل التي تعطي للأقدم في تاريخ المباشرة أولويته المطلقة في النقل على حساب مستحقيه.
ولمعالجة هذا الخلل وهذه الفوضى، ولمنح طالبي الاستقرار أحقيتهم بالنقل أقرت وزارة التعليم بند سنة التقديم للمعلمات عام 1428
وبعد سنتين من ذلك تم تطبيقه على المعلمين ووضعت آلية موحدة لنقل المعلمين والمعلمات.
قبول الضيف الجديد.
مر عامه الأول على المعلمين (١٤٣٠-١٤٣١) وقد كان محصورا فقدانه على الرغبة الأولى فقط؛ فلم يكن ذلك كافيا لإعطاء نتيجة عن آثاره؛
ولم يسهم في تغير القناعات عنه سواء الرافضة أو المؤيدة.
شخصيا كنت ممن توجس من هذا البند خيفة؛
ولكن تطبيقه الكامل في حركة العام التالي (١٤٣١-١٤٣٢) أعطت إنطباعا أن لإيجابياته ما يبرر الصبر عليه مع بقاء التخوف.
حيث سمح في حركة ذلك العام تعديل جميع الرغبات او استبدالها ماعدا الرغبة الأولى. كان ذك فرصة جيدة لمن لم يستوعب عمل هذا البند ولم يحسن اختيار رغباته قبل تثبيتها للسنوات القادمة.
وفي حركة العام الثالث له (١٤٣٢-١٤٣٣) اتضحت الرؤية عنه أكثر وبدأت إيجابياته على الأرقام والترتيب والمحافظة عليها تطغى وتزيد رغم ما لازمه من سلبية الحرمان من التعديل والإضافة على الرغبات.
وقتها تقبل الكثير هذا البند وآمنوا بإيجابياته وبدأت تخف موجة معارضته وانحصرت المعارضة في من تأخر في الإلتحاق بالحركة في العامين الماضيين.
تم في حركة ذلك العام نقل ٢٨٥٠٠ معلمة على رغباتهن الأولى المسجلة بالنظام ( + 7280 معلمة تعهد في الحركة الإلحاقية) كما تم نقل 26507 معلم على رغبات متفاوتة.
في ذلك العام تم رسميا ضم معلمي الدفاع إلى وزارة التربية التعليم بدون أن تسهم وزارتهم السابقة في حل مشكلتهم مع النقل الخارجي كما أوصت بذلك اللجنة المشكلة بين الوزارتين.
وسمح لهم بدخول حركة النقل الخارجي بسنة تقديم نفس حركة ذلك العام (1433)
وقد أسهم ذلك في تشكل معارضة أقوى حاولت الضغط على مسئولي الحركة مما دعاهم لوضع تصويت في التكامل لبحث مصير سنة التقديم؛
ولكن هذا الاستفتاء لم يكن وفق إجراءات تحمي حق طالبي النقل فشارك فيه كل معلم ومعلمة وفق السجلات المدنية فقط لأول مرة؛
وبعد شكوى من معلمين ومعلمات من استغلال بياناتهم والتصويت عنهم تم إضافة رقم الجوال للدخول للتصويت.
إلا أن النتيجة النهائية للتصويت بعد فرز المصوتين والاعتماد على المتقدمين لحركة النقل فقط كانت لصالح بقاءها وعدم إلغاءها؛
وحتى يرفع الحرج ومراعاة لخدمة الكثير فقد قرر وزير التعليم آنذاك إستثناء من بلغت خدمته ٢٠ سنة من سنة التقديم؛.
صدرت حركة عام ١٤٣٣-١٤٣٤ وتم فيها نقل من تبقى من معلمات التعهد على الرغبة الأولى وفق سنة التقديم المسجلة لهن
(1432)
كما تم نقل من استثنوا من سنة التقديم ممن بلغت خدمتهم ٢٠ سنة وبعضا ممن بلغت خدمتهم ١٥سنة وقد صاحب إصدار هذه الحركة أخطاء تقنية أسهمت بإلغاء نقل أكثر من ١٧٠٠ معلمة بعد أقل من ٢٤ ساعة من نقلهن مما شكل صدمة للكثير منهن.
استمر معارضي سنة التقديم في محاولتهم إسقاط هذا البند من المفاضلة: إلا أن رفض مسئولي الحركة أبقاه عنصرا أساسيا؛
و صدرت حركة النقل الخارجي لعام ١٤٣٤-١٤٣٥ ضعيفة جدا بسبب نتائج الحركتين السابقتين.
ولم تحمل حركة ١٤٣٥-١٤٣٦ أي جديدا سوى محاولات مستمرة من معارضي سنة التقديم لإلغائه وباءت كل المحاولات بالفشل رغم ما صاحبها من ضغط إعلامي عبر بعض الصحف والمواقع الاخبارية.
لماذا عارضوه ؟؟
بقراءة مبررات معارضي سنة التقديم والمطالبين بإلغائها يمكن حصر أسبابهم في :
1- المعلمون القدامى الذين لم يتقدموا لحركة النقل الخارجي إلا بعد إقرار بند سنة التقديم.
هذه الفئة راعت الوزارة لاحقا أمرهم وأقرت استثناء لمن بلغت خدمته 20 عاما من المفاضلة بسنة التقديم
2-من فقد سنة التقديم بسبب نقله على رغبته الأولى سابقا.
وهذه الفئة قد أخذت حقها من النقل والاستقرار ويجب أن تتاح الفرصة لمن لم يتحقق له ذلك.
3- من فقد سنة التقديم بسبب الإضافة والتعديل على الرغبات.
نعلم ونؤمن بأن من سلبيات سنة التقديم عدم القدرة على الإضافة والتعديل على الرغبات.
وطالبنا مرارا بتمكين التعديل والإضافة على الرغبات دون فقدانها وهو السبب الأكثر منطقية في مبررات معارضيه وهو مصدر التخوف منه وقت إقراره. لم تكن الوزارة بحاجة لتجميد رغبات المتقدم للحركة لعدة سنوات.
طالبنا بحصر فقدان سنة التقديم على الرغبة الأولى فقط والسماح بالإضافة والتعديل على باقي الرغبات لكن كان رد بعض المسئولين أن ذلك يؤثر على أرقام الآخرين ولا يحقق العدالة.
4- معلمي وزارة الدفاع الذين تم ضمهم لوزارة التعليم عام 1433
طالبت وزارة التعليم إدارة الثقافة والتعليم بوزارة الدفاع بنقل جميع معلميها على رغباتهم قبل ضمهم للتعليم لوجود آلية معينة للنقل الخارجي تلتزم بها وزارة التعليم، وأصدرت إدارة الثقافة والعليم حركة نقل خاصة بهم لم يتقدى لها سوى 306 معلمين تحقق النقل لـ 106 منهم
وسعت وزار التعليم لحفظ حقوق معلميها الذين لهم طلبات نقل سابقة بالإبقاء على سنة التديم فلا يمكن تحميلهم مسئولية خطأ جهات أخرى.
5- من لم يتقدم لحركة النقل الخارجي لكن يفكر مستقبلا بالتقدم لها إذا دعته الظروف لذلك.
وطالما ظروفه في علم الغيب، فإن الأولى بالنقل هو من يعيش الظروف واقعا تمنعه من الاستقرار.
(للقصة بقية)