خالد بن فهد بن خالد
يسجل التاريخ ـ الذي لا يظلم ولا يرحم ـ لخادم الحرمين الشريفين الراحل الملك/ "فهد بن عبدالعزيز" ـ رحمه الله ـ أنه عراب النهضة التعليمية بلا منازع، منذ تأسيسه وزارة "المعارف"!
وقد اعتمد سياسة تعيين "التكنوقراط"ـ أي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ـ وهي السياسة التي نقل بها "مهاتير محمد" "ماليزيا" إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة، في زمن قياسي! فكان "الفهد" أسرع المسؤولين لاستقبال المبتعثين في المطار، عند عودتهم بالنجاح، مع توفير البيئة الصحية لتفجير الطاقات لديهم؛ بمنحهم مطلق الصلاحيات التي يرون أنها ضرورية لهم!
وكان أشهر أولئك "التكنوقراط"، وأكثرهم إنجازاً، مع قصر المدة التي عمل فيها وكيلاً لوزارة المعارف ـ في عهد الوزير القدير/ "حسن آل الشيخ"، رحمه الله ـ هو صاحب السمو الأمير/ "خالد بن فهد بن خالد آل سعود"، وقد حمل الأمانة وهو في الخامسة والعشرين من عمره، واستقال من منصبه وهو لم يكمل الثلاثين! وإذا عرفت أن "حسن آل الشيخ" نفسه قد استلم الوزارة وهو في الثامنة والعشرين، أدركت جدية المقترح الذي طالب به الأخ/ أنا "مراراتٍ" كثيرات، ويتلخص في عكس السلم الوظيفي تماماً؛ بحيث يبدأ المتخرج حديثاً بوظيفة "مدير تعليم"، ويتدرج إلى أن يصبح "معلم صفوف أولية" بعد أن يحصل على "الدكتوراه" في تخصصه! ذلك أن الشاب يكون متحمِّساً لـ"إثبات" وجوده، وتحقيق ذاته، ولن يتم له ذلك إلا بالإنجاز المميز السريع، فيما يكون "الشايب" مستميتاً لـ"تثبيت" وجوده بوضع المزيد من العراقيل البيروقراطية، التي تعطل العمل ريثما يتقاعد هو "بكااااااامل" الراتب!
أما "خالد بن فهد بن خالد"، فإن ثلاثة أجيال من المعلمين والمعلمات، الأحياء منهم والأموات ـ وليس فيهمهن "محاشي"، ولا "أنصاف محاشي"، ولا "بنود" ولا شهيدات ـ تسجل له بكل الوفاء والفخر منجزاتٍ لم يشهد التعليم مثلها منذ مغادرته، أهمها: تعديل السلم الوظيفي للمعلمين، الذي مازال يثير حسد بقية القطاعات! فقد استلم منصبه ووظيفة "معلم" من أزهد الوظائف أجراً، بحيث كان الكثيرون يتركونها فور حصولهم على عملٍ أعلى أجراً، كسائق "تاكسي"!
وقد اعتمدت تحت إدارته وإشرافه عشرات المشاريع، بحيث بلغ معدل إنشاء المدارس: مدرستين كل شهر! وكانت تعتمد المباني السريعة التنفيذ، السهلة الصيانة والتطوير، المزودة بأحدث المرافق، كالأندية الرياضية المتكاملة، والمسرح والسينما! ولم نكن نعرف أولى/ مطبخ، ولا سادس/ بلكونة!
كما كان صاحب فكرة "التغذية المدرسية"، القائمة على الشروط الصحية الصارمة، فلم يكن فيها "فشفاش"، ولا مشروبات غازية!
وكان صاحب فكرة "التعليم المطور" القائم على بناء شخصية الطلاب والطالبات بناءً تربوياً ومعرفياً، يؤهلهمهن لتحمل أكبر المسؤوليات، ومواجهة أقسى التحديات! وليس منها ضرب المعلمين وتحطيم سياراتهم، والعبث بسيارات كبار الزوار من الوزارة نفسها!
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3479&id=18750&R****=134
