بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......... وبعد
يا سمو وزير التربية ..... كنت أول من استمع للمعلم وأكد غير مرة على أهمية الرضا الوظيفي للمعلمين و أهمية آراءهم بحكم أنهم رجال الميدان
وكنت أنت الراعي لأول لقاء مع المعلمين واستمعت إليهم وإلى رؤاهم و آمالهم وتطلعاتهم .
وكنت أنت صاحب التصريح المدوي الذي جعل بعض أشباه المسؤولين يشرقوا بريقهم وتتقاصر أعناقهم خجلا .
ألم تقل أن وزارة التربية تتحمل المسؤولية الأكبر في ضياع حقوق المعلمين ...؟!
وهذا لعمري تصريح صادق جريء وغاية في الشجاعة ..... ولا يستغرب هذا منكم يا رعاك الله .
يا سمو وزير التربية ..... احيطك علما بأنني لم أحضر ذلك اللقاء الذي جمعك بالمعلمين . وعلى حد علمي أن الإدارة التي أنتمي إليها قد استأجرت مجموعة مطبلين أتوك بدفوفهم وطبولهم ....
وبعيدا عن التطبيل وشؤونه فسأقول لك كلمات دون رتوش ولا مجاملات ....فإني أعلم تماما أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ما أسند إليك هذا الأمر إلا وهو يرى أنك أهل له ...
وهذا ما آراء .... ولكن .... ليكن تعاملك مع هذه السطور
كما فعل سليمان عليه السلام حينما جاءه الهدهد وقال له : { أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين }
ولست والله بأكبر من سليمان - عليه السلام - وما أنا بأصغر من الهدهد ...
سيكون التركيز على محورين :
الأول / المعلم , الثاني / التعليم
--------------------
أولا / المعلم
وحقوق المعلم كثير .
أولها / الحقوق المادية والتي اشرت إليها في حديثك و أكدت على أن الوزارة تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية ضياعها .
ونحن بانتظار الشق الثاني من هذا التصريح وهو كيف ستقوم الوزارة بتحمل مسؤوليتها وإعادة هذه الحقوق لمعلميها .
ثانيا / كمعلمين لا أنكر رغبتنا بالتأمين الصحي ورتب المعلمين والنوادي والحوافز ...... ولكن كل هذا لن يكون له أهمية أو فائدة تذكر إذا كانت الحقوق لم تعد إلى أصحابها . فهل يتم تأثيث البيت قبل بناءه .
أرجو التركيز على الحقوق أولا وأخيرا وتأجيل كل الكماليات لما بعد نيل الحقوق .
ثالثا / لا أريد تدليلا للمعلمين ..... ولا أريد لهم حصانة الوزير ولا السفير ...
ولكن لنأخذ الأمر بمنظور آخر ...... هم مواطنون ( ولنسى أنهم معلمين ) .
هم مواطنون يعملون في مؤسسة حكومية تتيع إداريا لكم يا رعاك الله
هؤلاء الموظفون يتعرضون للاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم كما يتعرضون للنيل من أعراضهم .... لن أقول أنتصروا لهم ..... ولكن انتصروا لأنفسكم فهذه المؤسسة مؤسسة حكومية تتبع لوزارة حكومية ضمن حكومة سيادية تحت حكم ملك عادل ..... كل موظف فيها لا يمثل نفسه بل يمثل الدولة ....
فإلى متى يتم الاستهانة والتجروء على الدولة وموظفيها وممتلكاتها ....؟!
إذا لم يكن ما كتب أعلاه مقنعا غاية الإقناع لكم فتأملوا ما كتب أسفل هذا السطر ...
المعلم ..... مسلم ...
وجاء الدين الإسلامي بحفظ ثلاث
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)).
فأما الدم فطالما اهرق في المدارس وعلى أرصفة بواباتها دون حسيب أو رقيب
وأما العرض
وأما المال فهاهي سياراتنا و حواسيبنا و ممتلكاتنا تخرب و تشوه وتعطل وتسرق .....وهي ضمن مبنى المدرسة .... بلا حسيب ولا رقيب ...
-------------
تعليمنا ....
كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو خير خلق الله كلهم وخاتم الأنبياء والمرسلين يستمع للصحابة ويشيرون عليه ويأخذ بآراءهم
واقتداء بهذه السنة والهدي النبوي أعطيك رأيي وأنا أعلم أنك أوسع مني علما و اعلى مني مكانة فأنت سليل آل سعود الكرام
ياسمو الوزير منذ أن تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - مسؤولية وزارة المعارف كان تعليمنا يسير بخطى واثقة وبمستوى يتصاعد تطورا على مدار قرابة اربعين عاما.
صحيح أن تلك الخطى كانت بطيئة نوعا ما وكان التطور بطيئا أيضا إلا أنه كان تطورا طبيعيا وكان الطالب يصل للصف الثالث الابتدائي وهو متمكن في القراءة عالما بالحروف ملما بالإملاء حسن الخط واثق بالنفس .
حتى منتصف العقد ما قبل الماضي .... حينما جاء من أراد أن يختصر سنين التطور في بضع قفزات إحتذاء للتجربة اليابانية وتقليدا للمناهج الغربية , ولا أقول أن الأخذ بتجارب الآخرين خطأ .
ولكن انتزاع تعليمنا من تطوره ونموه الطبيعي إلى قفزات تفوق مستواه
هذه القفزات أثرت على تعليمنا برمته فبدلا من أن تكون رافدا له أصبحت عاملا مساعدا لهدمه وكم من طالب في عقد ونصف تخرج من المرحلة الثانوية وهو لا يعرف الفرق بين كلمتي عصى و عصا .
كانت الرغبة في الوصول إلى مستويات الدول المتقدمة في بضع سنين هو الخطأ الأكبر الذي وقع فيه تعليمنا ولا أقرب لذلك من طفل تعلم الحبو و بدأ بالوقوف في انتظار ان يخطو خطواته الأولى إذ بنا ننتزعه من منزله ونذهب به لصالة اختبار ونحاول تعليمه القفز بالزانة أو الرقص الإيقاعي .... وفي النهاية فشل فتخلينا عنه عند عدم نجاح التجربة وتركناه على قارعة الطريق شابا يافعا لا يجيد المشي ويعاني من عيوب خلقية .... وهرعنا لنأخذ غيره وهكذا
وما أكثرهم اليوم أولئك الذين لم ينجحوا في التجارب وكان الخاسرون هم ونحن فخسارة المال تعوض ولكن خسارة الفرد لا عوض لها ...
فهم منتشرون الآن على أرصفة الطرق .... لا يجدون القراءة وليسوا بارعين في الحساب ...
فهلا جنبتم أجيالا قادمة مرارة التجارب الخيالية والأحلام الوردية
ولنعد إلى تعليمنا ومناهجنا التي يكتبها ويعدها ويطورها مؤلفونا و علماؤنا
دون استنساخ لتجارب الآخرين .
حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم .
يا سمو وزير التربية ..... كنت أول من استمع للمعلم وأكد غير مرة على أهمية الرضا الوظيفي للمعلمين و أهمية آراءهم بحكم أنهم رجال الميدان
وكنت أنت الراعي لأول لقاء مع المعلمين واستمعت إليهم وإلى رؤاهم و آمالهم وتطلعاتهم .
وكنت أنت صاحب التصريح المدوي الذي جعل بعض أشباه المسؤولين يشرقوا بريقهم وتتقاصر أعناقهم خجلا .
ألم تقل أن وزارة التربية تتحمل المسؤولية الأكبر في ضياع حقوق المعلمين ...؟!
وهذا لعمري تصريح صادق جريء وغاية في الشجاعة ..... ولا يستغرب هذا منكم يا رعاك الله .
يا سمو وزير التربية ..... احيطك علما بأنني لم أحضر ذلك اللقاء الذي جمعك بالمعلمين . وعلى حد علمي أن الإدارة التي أنتمي إليها قد استأجرت مجموعة مطبلين أتوك بدفوفهم وطبولهم ....
وبعيدا عن التطبيل وشؤونه فسأقول لك كلمات دون رتوش ولا مجاملات ....فإني أعلم تماما أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ما أسند إليك هذا الأمر إلا وهو يرى أنك أهل له ...
وهذا ما آراء .... ولكن .... ليكن تعاملك مع هذه السطور
كما فعل سليمان عليه السلام حينما جاءه الهدهد وقال له : { أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين }
ولست والله بأكبر من سليمان - عليه السلام - وما أنا بأصغر من الهدهد ...
سيكون التركيز على محورين :
الأول / المعلم , الثاني / التعليم
--------------------
أولا / المعلم
وحقوق المعلم كثير .
أولها / الحقوق المادية والتي اشرت إليها في حديثك و أكدت على أن الوزارة تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية ضياعها .
ونحن بانتظار الشق الثاني من هذا التصريح وهو كيف ستقوم الوزارة بتحمل مسؤوليتها وإعادة هذه الحقوق لمعلميها .
ثانيا / كمعلمين لا أنكر رغبتنا بالتأمين الصحي ورتب المعلمين والنوادي والحوافز ...... ولكن كل هذا لن يكون له أهمية أو فائدة تذكر إذا كانت الحقوق لم تعد إلى أصحابها . فهل يتم تأثيث البيت قبل بناءه .
أرجو التركيز على الحقوق أولا وأخيرا وتأجيل كل الكماليات لما بعد نيل الحقوق .
ثالثا / لا أريد تدليلا للمعلمين ..... ولا أريد لهم حصانة الوزير ولا السفير ...
ولكن لنأخذ الأمر بمنظور آخر ...... هم مواطنون ( ولنسى أنهم معلمين ) .
هم مواطنون يعملون في مؤسسة حكومية تتيع إداريا لكم يا رعاك الله
هؤلاء الموظفون يتعرضون للاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم كما يتعرضون للنيل من أعراضهم .... لن أقول أنتصروا لهم ..... ولكن انتصروا لأنفسكم فهذه المؤسسة مؤسسة حكومية تتبع لوزارة حكومية ضمن حكومة سيادية تحت حكم ملك عادل ..... كل موظف فيها لا يمثل نفسه بل يمثل الدولة ....
فإلى متى يتم الاستهانة والتجروء على الدولة وموظفيها وممتلكاتها ....؟!
إذا لم يكن ما كتب أعلاه مقنعا غاية الإقناع لكم فتأملوا ما كتب أسفل هذا السطر ...
المعلم ..... مسلم ...
وجاء الدين الإسلامي بحفظ ثلاث
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)).
فأما الدم فطالما اهرق في المدارس وعلى أرصفة بواباتها دون حسيب أو رقيب
وأما العرض
فقد أصبحنا يا سمو الوزير لبناة يلوكها أشباه الصحفيين صباح مساء وقبل ذلك لبعض المسؤولين الذين يتعاملون مع المعلمين باستحقار و تقليل كبيرين
وأما المال فهاهي سياراتنا و حواسيبنا و ممتلكاتنا تخرب و تشوه وتعطل وتسرق .....وهي ضمن مبنى المدرسة .... بلا حسيب ولا رقيب ...
-------------
تعليمنا ....
كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو خير خلق الله كلهم وخاتم الأنبياء والمرسلين يستمع للصحابة ويشيرون عليه ويأخذ بآراءهم
واقتداء بهذه السنة والهدي النبوي أعطيك رأيي وأنا أعلم أنك أوسع مني علما و اعلى مني مكانة فأنت سليل آل سعود الكرام
ياسمو الوزير منذ أن تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - مسؤولية وزارة المعارف كان تعليمنا يسير بخطى واثقة وبمستوى يتصاعد تطورا على مدار قرابة اربعين عاما.
صحيح أن تلك الخطى كانت بطيئة نوعا ما وكان التطور بطيئا أيضا إلا أنه كان تطورا طبيعيا وكان الطالب يصل للصف الثالث الابتدائي وهو متمكن في القراءة عالما بالحروف ملما بالإملاء حسن الخط واثق بالنفس .
حتى منتصف العقد ما قبل الماضي .... حينما جاء من أراد أن يختصر سنين التطور في بضع قفزات إحتذاء للتجربة اليابانية وتقليدا للمناهج الغربية , ولا أقول أن الأخذ بتجارب الآخرين خطأ .
ولكن انتزاع تعليمنا من تطوره ونموه الطبيعي إلى قفزات تفوق مستواه
هذه القفزات أثرت على تعليمنا برمته فبدلا من أن تكون رافدا له أصبحت عاملا مساعدا لهدمه وكم من طالب في عقد ونصف تخرج من المرحلة الثانوية وهو لا يعرف الفرق بين كلمتي عصى و عصا .
كانت الرغبة في الوصول إلى مستويات الدول المتقدمة في بضع سنين هو الخطأ الأكبر الذي وقع فيه تعليمنا ولا أقرب لذلك من طفل تعلم الحبو و بدأ بالوقوف في انتظار ان يخطو خطواته الأولى إذ بنا ننتزعه من منزله ونذهب به لصالة اختبار ونحاول تعليمه القفز بالزانة أو الرقص الإيقاعي .... وفي النهاية فشل فتخلينا عنه عند عدم نجاح التجربة وتركناه على قارعة الطريق شابا يافعا لا يجيد المشي ويعاني من عيوب خلقية .... وهرعنا لنأخذ غيره وهكذا
وما أكثرهم اليوم أولئك الذين لم ينجحوا في التجارب وكان الخاسرون هم ونحن فخسارة المال تعوض ولكن خسارة الفرد لا عوض لها ...
فهم منتشرون الآن على أرصفة الطرق .... لا يجدون القراءة وليسوا بارعين في الحساب ...
فهلا جنبتم أجيالا قادمة مرارة التجارب الخيالية والأحلام الوردية
ولنعد إلى تعليمنا ومناهجنا التي يكتبها ويعدها ويطورها مؤلفونا و علماؤنا
دون استنساخ لتجارب الآخرين .
حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم .
